الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

ما دمت مُلزما فاستمتع

ما دمت مُلزما فاستمتع
ما دمت مُلزما فاستمتع ..
هكذا كنت أقول لشاب أصيب بمرض السكر .. فكان يشرب الشاى من غير سكر ..ويتأسف لحاله ..كنت أقول له : هل إذا تأسفت وحزنت أثناء شربك الشاى .. ستنقلب المرارة حلاوه؟ ..قال : لا.. قلت : ما دمت ملزماً .. فاستمتع ..أعني أن الدنيا لا تأتي دائماً على مانحب..
وهذا يقع في حياتنا كثيراً ..
سيارتك قديمة.. مكيف لا يشتغل ..
تقدمت للدراسه بالجامعه..فقبلت في كليه لا ترغب في الدراسة فيها .. حاولت تعديل الحال فلم تستطع .. فاضطررت لمواصلة الدراسة .. وأكملت سنتين وثلاث ..فما الحل ؟

مادمت ملزماً فاستمتع..
تقدمت للوظيفة فلم تقبل .. وقبلت في أخرى وبدأت دوامك فيها ..فما الحل؟
مادمت ملزماً فاستمتع ..
تقدمت لخطبة فتاه فرفضت .. وتزوجت آخر .. ما الحل ؟
مادمت ملزماً فاستمتع..
كثيراً من الناس يجعل الحل هو الاكتئاب الدائم .. والتأفف من واقعه .. وكثرة التشكي إلى من عرف ومن لم يعرف !
وهذا لا يَرُد إليه رزقاً فاته..ولا يعجل برزق لم يكتب له .. إذن ما الحل ؟
إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون ..العاقل هو الذي يتكيف مع واقعه كيفما كان .. مادام لا يستطيع التغيير إل الأحسن ..
احد اصدقائي كان يشرف على بناء مسجد ..فضاقت بهم النفقة..فتوجهوا إلى أحد التجار للأستعانه به في اكمال البناء..

فتح لهم الباب ..جلس معهم قليلاً.. وأعطاهم ما تيسر ..ثم أخرج دواء من جيبه وتناوله ..
قال له أحدهم :سلامات .. عسى ما شر!!
قال: لا..هذه حبوب منومه .. منذ عشر سنين لا أنام إلا بها .. دعوا له .. وخرجوا..
فمرّوا على حفريات وأعمال طريق عند مخرج المدينه ..
وقد وضع عندها أنوار تعمل بمولد كهربائي قد ملأ الدنيا ضجيجاً..
ليس هذا هو الغريب ..الغريب أن حارس المولد هو عامل فقير افترش قصاصات جرائد..ونااااااام..
نعم عيش حياتك .. لا وقت فيها للهم .. تعامل مع المعطيات التي بين يديك .... والجود من الموجود ..

ما كل ما يتمناه المرء يدركه..

تجرى الرياح بما لا تشتهى السفن ...

ليست هناك تعليقات: